* خواطر سليمان ... ( ٧٨٠ ) أنه الله... * بقلم الدكتور سليمان النادي _ مصر.

 خواطر سليمان ... ( ٧٨٠ )


 


إنه الله ٦٨


"إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ" 

٤٠ مريم 


من أنت أيها العبد الفقير حتى يتقرَّب إليك أغنى الأغنياء ؟

وماذا تساوي أنت أيها الذليل حتى يتودد إليك العزيز جلَّ في علاه ؟


وأنت بعد غمضة عين او بعد حين ستكون ترابا ، وستترك كل شئ ، ولن تأخذ من الدنيا شيئ إلا عملك ، وأما من يرث الدنيا وما فيها ومن فيها هو الله الوارث ... 


ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه .. 

إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه..   


كفى بك عزًّا أنك له عبد 

وكفى بك فخراً أنه لك رب


أفق أيها الذاهل عن حقيقة وجودك ...


اسم الله "الوارث" يكشف حقيقة التملك عندك ، أو عند غيرك من الناس ، فملكك وما تملك وملكهم وما يملكون إلى زوال ،

وهو ملك ناقص ولحظي غير دائم ، ناقص من ناحية الكم إذ يبقى محدودا بما وهبه الله لك .. 


قال ابن جرير في قوله تعالى : 

" وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ " 

الحجر ٢٣


يقول: ونحن نرث الأرض ومن عليها بأن نمیت جميعهم فلا يبقى حي سوانا إذا جاء ذلك الأجل


ويقول الخطابي :

الوارث ... هو الباقي بعد فناء الخلق، 

والوارث هو الذي يملك أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيا مالكا لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب. 


الذي بين يديك ليس لك ؛

بل صائر إلى غيرك ،

يدك عليه يد الأمانة ، وأنت مستخلف فيه ،

وعليك أن تحاسب نفسك حسابا عسيرا لأن الله ملكك ما ملكك لينظر ماذا ستفعل فيه . 


سليمان النادي 

٢٠٢١/٩/٢٢

تعليقات