* في بلادي ...* بقلم الأستاذ مصطفى الحاج حسين . سوريا.

 في بلادي 

*****

يحصدُ الفقراءُ

غلالَ الدّمِ

وتقطفُ النّساءُ

سِلالَ الدّمعِ

ويرضعُ الأطفالُ 

ُحليبَ الانفجاراتِ 

وتتزيّنُ الفتياتُ

بالشّحوبِ والارتجافِ

ويحملُ الرّجالُ على أكتافِهِمْ

جثَّةَ الخرابِ

في بلادي 

ترسلُ الشَّمسُ أشعَةَ الهلاكِ

وتتمترسُ الجبالُ

خلفَ المدافعِ

وتأوي العصافيرُ

إلى حجرِ النّارِ

في بلادي 

ننصبُ فخاً للقمرِ

نعلّقُهُ على عَمودِ الحقدِ

ونسلخُ عنهُ الضّوءَ

في بلادي 

يذبحُ الأخُ أخاهُ

بتهمةِ الخيانةِ

وتكونُ سكّينُهُ

يدَ الغريبِ

في بلادي 

صارَتِ الأشجارُ تورِقُ جثثاً

وصارَ النّهارُ يُطِلُّ

على الفاجعةِ 

وغدا النّدى

قطرانَ السّرابِ

في بلادي 

تفحَّمَ الهواءُ

وصارَ السّلامُ

رماداً

وعمَّ الانهيارُ

وتراكمَ السّخطُ

في صدرِ الغمامِ

في بلادي 

جفَّتْ خطواتُنا

وتحوَّلَ نبضُنا يباساً *.


                        مصطفى الحاج حسين .

                                إسطنبول


تعليقات