( غادَرتَني ... وكُنتَ لي قَدَراً )
كَم منَ المَرٌَات قَد لاحَقتَني ؟
و من على الرَصيفِ كَم تَبِعتَني ؟
بَل وكَم مِنَ مَرٌَةٍ ... لِزَيفِها الكَلِمات ... أسمَعتَني ؟
وتُقسِمُ ... أنَّكَ أحبَبتَني ... هَوَيتَني ... عَشِقتَني
وحينَما ... مالَ قَلبي إلَيكَ ... وإستَكانَ آمِناً يَرنو إلَيك
حَسِبتَني كالدُميَةِ ... قَد أُرسِلَت مِنَ السَماءِ ... مُتعَةً لِناظِر َيك
تُلقي بِها عَلى السَرير ... حينَما الرَغبَةُ تَعصُفُ بِخافِقَيك
لكِنٌَكَ حينَما مَلَلتَ مِن رِفقَتي ... رَمَيتَني
يا وَيحَكَ ... كَيفَ أهمَلتَني ؟
هَل تَناسَيتَ القَسَم ؟ أجمَلَ الكَلِماتِ في الغَزَل ... أنشَدتَها ... با النَغَم ؟
كَلامَكَ المَعسول ... والحِوارُ يَطول
ألَم تَعُد تَشوقُكَ صُحبَتي ... يا ناكِراً لِعِشرَتي ... ؟
ومات في روحِكَ ذاكَ الحَنينُ ... فإستَشهَدَ في مُهجَتي وهجُ الأمَل ؟
وجَفٌَتِ الشَفَتان ... وطالَما كانَتا يَنضَحُ مِنهُما شَهدُ العَسَل
فَتُنعِشُ روحَكَ تِلكَ القُبَل
ما لي أراك ... صامِتاً مِثلَ الصَنَم ؟
وإذا نَطَقتَ يا أيٍُها الغادِر ... أصَبتَ روحِيَ بالألَم
أخبَرتَني ... بأنٌَكَ قَد عَزَمتَ على الهِجرَةِ وشاقَكَ ذاكَ السَفَر
تُريدُ أن تُهاجِرَ ... وقَبلَكَ كم غادِرٍ في حُبٌِهِ قَد غَدَر
وألفُ ألفِِ منَ البَشَر ... أخلَفَ في وعدِهِ بَل كَفَر
فأنتَ لَستَ الأفضَلَ مِمٌَن رَحَل
غادِر ولا تلتفت لِلوَراء ... يا أقذَرَ بَني البَشَر
تَبَدٌَلَت ... في مُهجَتي مَشاعِري نَحوَكَ يا لَلخَطَر
سَأُغلِقُ من خَلفَكَ المَنافِذَ كُلٌَها وأُخبِرُ عَنك الخَفَر
نَزَعتُ من ظَهرِيَ ... سِكٌِينَكَ ... وَنَصلَها قد إنكَسَر
فَغَدرَكَ قَد غَدا واضِحاَ ... وَوَجهكَ سافِر
رُبما أُبَرٌِرُ لِمُهجَتي ... حَظٌِيَ العاثِر
لكنَ رَبي عالِمُُ بِحالَتي ... يَدمُلُ كُلٌَ الجِراح
وعلى شِفائِيَ من غَدرِكَ قادِر
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
تعليقات
إرسال تعليق