##ضياع النيل محاربة الدين حادثة قويسنا: ## الأديب صدي البطل أيمن فايد_ مصر.

 ضياع النيل محاربة الدين حادثة قويسنا:


الحل فى حد الحرابة إن أردتم الإستقامة ,,

بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

من أهم الدروس التى تعلمتها فى ساحة الجهاد أن للهزيمة أسباب كما للنصر أسباب، وأن أبشع أنواع الهزائم هى الهزيمة التى تحدث بدون حرب فما عساه يكون الإحتلال الذى سيقع لبلد ما دون حرب!!

وحقا ضاعت مصر بفسق الأمير، وغش الوزير، وجهل المشير، هزمت مصر والٱن لم يبقى سوى إعلان الإحتلال الذي يطرق أبواب البيت الذي أصبح بفعل أراذل الشعوب وعمالقة الوهم بلا سقف ومن بعدها ستسقط جميع العرب بلا حرب!!

كل هذا يحدث وفق (قانون العلية) كسنة كونية إلهية تجرى في الكون على كل شئ - أسباب منطقية تؤدى إلى نتائج منطقية - ولاسيما بعد أن احتكرت القبيلة العسكرية الوطنية ومع ذلك لم تحارب، وبعد أن احتكرت القبيلة العلمانية العلم وفرضت على الناس الجهل وبعد أن احتكرت القبيلة الإسلامية الدين وفرقت الأمة وحرفته ولم تتبعه!!


من المعلوم أن أى سنة كونية لا تزول إلا بسنة كونية مثلها مصداقا لقول النبى صلى الله عليه وسلم:

"إن القدر والدعاء يعتركان في السماء أيهما أشد انتصر".


إن الحرب والتدافع والجهاد - في سبيل الله - سنة كونية إلهية، وفي الحالة التي عليها الأمة من فرقة وذل وهوان وتداعى وانكسار يصبح الجهاد فرض عين.

وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب،  فالجهاد لا يتم إلا بالرجال - أى الأبطال الحقيقيون - لذلك فالبطولة بشقيها تصبح سنة كونية إلهية في مجابهة السنن الكونية الخمسة الأساسية وكل ما يتفرع عنها من سنن كونية أخرى داخلة فيها. وهى التي طوعها أعداء الأمة ضدنا عن طريق تنظيم "أراذل الشعوب" أى المنافقين قلعة العدو الحصينة التي توفر له كل أسباب النصر وهم أخطر بكثير من "عمالقة الوهم" أنظمة التفاهة ومعارضة السوء الذين وضعهم العدو في سدة الحكم بالتناوب أو بالمشاركة وهذه السنن الخمسة وهى:-

١- العامل التاريخي.

٢- العامل الجغرافي.

٣- العامل الإجتماعي الأخلاقي.

٤- العامل الإقتصادي.

٥- العامل العسكري.  

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)


في الصحيحين: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية"

وحديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال". رواه أبو داود، وإسناده صحيح


وأخرج مسلم من حديث جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة"


وعن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تزعمون أني من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة ولتتبعني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض".


رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير ولفظه فيه: عن معاوية بن أبي سفيان قال: كنا جلوسا في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"إنكم تتحدثون أني من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة وتتبعني أفنادا يفني بعضكم بعضا ". ثم نزع بهذه الآية:

{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} حتى بلغ: {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون}

ثم قال: "لا تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون خذلان من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله على ذلك". ثم نزع بهذه الآية: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)


إن ما حدث بالأمس يوم الجمعة ٢٠٢٢/١٢/٢ جريمة نكراء بكل المقاييس فى حق شعب عظيم وأم عبقرية عشقت أبناءها الشرفاء وتعرف متى تنادهم متى أرادت ولا يغرن أعداء مصر في الداخل أو فى الخارج أنها استسلمت وركعت للهزيمة التي أبتليت بها في غفلة من الزمن على أيدى أوغاد يسوسونها ولايدرون لها من سياسة، يريدون بها أشياء ليست تريدها. 


كيف لهذا الطيار السفيه أن يقدم هو وأهله على ارتكاب هذه الفعلة الشنيعة، أبدلا من أن يجرى الدم فى عروقه ويقلع بطائرته لضرب سد الخراب الصهيوماسوني ينتفض بالظلم والباطل لضرب الشعب في حالة من الصلف والعنحهية والهمجية والغرور لم يسبق لها مثيل يضرب العاملات ونساء التمريض  بالكرباج ويدوس على وجه إحداهن بالحذاء!!

هذه الجريمة لا يمكن أن تبرر بأى حال من الأحوال ولايمكن أن تعالج بمراهم أو كريمات نظام التفاهة وأعوانه.

هذه حالة لابد أن توضع قيد الدراسة والبحث السريع عن أسباب ودوافع هذا الإجرام من الطيار ابن الجيش ومن أهله وعندما أقول دراسة سريعة فهى لن تأخذ أكثر من دقائق معدودة لأنها لا يمكن أن تخرج عن سببين:-

السبب الأول: أن من أمن العقاب أساء الأدب، هذا الضابط وأهله يتمتعون وكل أفراد القبيلة العسكرية بترسانة من القوانين الحمائية وبأخذون إمتيازات لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر تجعل منهم سادة ومن الشعب عبيد.

هذا السفيه ابتداء معه صك من رئيسه بأن الضابط أحمد لو ضرب حد مش حا يتحاسب!!


السبب الثاني: برجع للمنهج والعقيدة التى نشأ عليها هذا الضابط وكل أقرانه وهى انعكاس لحالة التعالي التي عليها الجيش الٱن.

وإليكم كلام "جمال حمدان" الذي قال عنه السيسي أنه قرأه وأعجب به!! يقول جمال حمدان في شخصية مصر (الجزء الرابع) - دراسة فى عبقرية المكان

"كانت مصر مجتمعا مدنيا يحكمه العسكريون كأمر عادى فى الداخل. وبالتالى كانت وظيفة الجيش الحكم أكثر من الحرب.

ووظفية الشعب التبعية أكثر من الحكم. وفى ظل هذا الوضع الشاذ المقلوب كثيرا ما كان الحكم الغاصب يحل مشكلة الاخطار الخارجية والغزو بالحل السياسى، وأخطار الحكم الداخلية بالحل العسكرى، أى انه كان يمارس الحل السياسى مع الأعداء والغزاة فى الخارج، والحل العسكرى مع الشعب فى الداخل. فكانت دولة الطغيان كالقاعدة العامة: استسلامية أمام الغزاة بوليسية على الشعب". الدكتور جمال حمدان قال هذا الكلام الصعب في وقت لم يكن فيه النيل ضاع والشعب جاع ويتم ضربه بالكرباج.


بالله العجب لم أشاهد فى حياتي بل لم أقرأ قط في تاريخ البشرية أن جيشا من الجيوش يطلب من شعبه أن يحميه بدلا من أن يقوم هو بحماية الشعب والوطن والأدهى والأمر أن يقوم السفاء بانتقاد الشعب حين يقول له إحمى النهر واضرب السد فيكون الرد: أتريد أن أقع فى الفخ المنصوب لي وأدخل فى حرب؟!!.. ونسى بل يتناسى قادته وأتباعه أنه ليس بعد النيل نيل الذى إن ضاع سيضيع الوطن.


والشئ بالشئ يذكر وما أشبه الليلة بالبارحة حالة الجيش الٱن وحالة الجيش في سنة ١٩٦٧ حالة الجيش الٱن بمظهر مما بقوله لنا: ( تولستوي عندما أراد أن يؤرخ لهزيمة شعبه في رواية: «الحرب والسلم»، بدأ روايته بهذا المشهد:

مجموعة من أبناء الأغنياء يعربدون وسط الليل وقد أذهبت الخمر عقولهم، يقومون من باب التسلية بربط "شرطي" وهو في زيه الرسمي بأحد الدببة وسط ضحك هستيري لا يهدأ. ربطوا ممثل الدولة في دب ثم أفلتوا له العنان ليروا ما يحدث.

يتبع ذلك مشهد "توبيخ" بسيط من آبائهم لهؤلاء المشاكسين على ما فعلوه، توبيخ بسيط لا أكثر!


اختار تولستوي "الشرطي" عن عمد ليشير أن الدولة والقانون لا ينطبق على بعض الناس الذين ينظرون للدولة كأملاك خاصة بكل ما تحمله الكلمة من دلالة، بل إن الدولة ومن فيها مسخرين لخدمتهم. أما عن المواطن - مهما علا شأنه - فهو مجرد رقم بشري لا قيمة له إطلاقًا.


بهذه الصورة تكون الهزيمة مبررة أيما تبرير، فلا هؤلاء سيضحون في سبيل نصرة وطن تنعموا بخيراته وقت السلم، ولا من حُرم أدنى الحقوق بمستعد للموت في سبيل وطن ليس له!

وهذا ما يقوله التاريخ لنا، لا هزيمة لأمة إلا إن وُجدت لها الأسباب الداخلية التي تساهم في وقوعها! )


السنة الكونية الإلهية الثانية هنا في هذا المشهد هى النفاق، هم أراذل الشعوب بأجيالهم الثلاثة التى تمكن الفرعون الطاغية بالقيام بعملية استخفاف الشعب حتى يصل بالناس إلى هذه الحالة المقيتة التي وصفها الشيخ سيد قطب ولكنه لم يحالها فجاء حكمه على الشعب بهذه الصورة "أما الطاغية فلا يملك في الحقيقة قوة ولاسلطانا وإنما هى الجماهير الغافل الذلول تمطي له ظهرها فيركب وتمد له أعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي، وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى".

تعليقات