#* نُـقـطَـةٌ في أوَّلِ الـسَّـطـر *# الأستاذ الشاعر ياسر محمد الناصر( مقامات عىاقي الهوى) _ العراق.


 نُـقـطَـةٌ في أوَّلِ الـسَّـطـر  


عُـشـرونَ عاماً وفينا العمرُ قد يجري

       تـآكـلَ الـعُـمـرُ لا يــدري ولا نــدري


عُشرونَ عاماً وهذا الشعبُ غايَتُهُ

        مَـعيـشـةً حُـرَّةً مـن غَـيـرِ ما كَـدرِ


فما هناكَ لمعنى السَّـعـدِ في بَـلَـدي

        الموتُ يُشرَعُ في ليلٍ وفي ظُـهـرِ


في الـيومِ نَعلَمُ كـم نشقى بِمُعتَرَكٍ

       في كلِّ يومٍ تُـواتي ساعةُ الـصِّـفـرِ


مهما اتَّجهنا ، نَزحنا حولَ بـوصَلَـةٍ

        فـي أربَـعٍ قد لَـبِسنـا حُـلَّـةَ الـقَـهـرِ


سـبعٌ وعشرُ سنينٍ ذاقَ أصغَـرَنـا

        مَـرارةُ العيشِ في كَـدٍّ وفي صَبـرِ


في زحمةِ العمرِ من كَـدٍّ ومن هَوَنٍ

     جِئـنـا نَـعُـدُّ سنينـاً من ضَنى الـعُـمـرِ 


فـمـا وجـدنـا سِـوى آهٍ تُـراوِدُنـا

    ولم نَجِد غَيرَ ثوبٍ في الأَسَى يُـبـري


فـهــذهِ الـحـربُ أعـوامٌ تُـلَـقِّـنُـنـا

        بِـالعودِ والـنـارِ والأهـوالِ والـذُّعـرِ


لم تُحصَ أعدادُ موتـانـا فلو جُمِعَت

     لَـكـانَ نــاتِـجُـهـــا شَــيـئـاً مِـن الـهَـذرِ


ولقمةُ العيشِ في كفِّ النوى زُرِعَت

      ما حاز قـاطِفُـهـا شـيئاً سِوى الـضُّـرِّ


والـتـضحيـاتُ كـثيـراتٌ بِـلا عـددٍ

       فلا مثالَ إذا قُلـنـا سِـوى الـحَـصـرِ


إذا عَـدَدنـا سنينـاً مـن غَـضـارَتِـهـا

        فما وَجدنـا بِـهـا يـومـاً بِـلا عُـسـرِ


نَـنامُ والشوكُ سُـجَّـى في أسِـرَّتِـنـا

      حتى تَـلَـوَّعَ فِـيـنـا الـنـومُ لِـلـفَـجـرِ


إنَّ الـبـلايـا عـظيمـاتٌ بِـمـجـتَـمَـعٍ

      قد ذاقَ فيها من الويـلاتِ والـمَـكـرِ


في كـلِّ يـومٍ جميلٍ صادَ فـرحَتَـنا

      حُـزنٌ عـمـيـقٌ فلا يُـبقي ولا يُـذري


ماتت مـعـالـمُـنـا لم تُـبـقِ زُخـرُفَـهـا

    الدنيا سِوى من تَجاعيدٍ ومن خُـسـرِ


تِـلـكَ الـسُّنونُ التي ذُقـنـا مَرارَتَـهـا

    غَرثَى إلى الآنَ لـم تَشبَع من الـنَّـحـرِ


قـد أثـقَـلَ العُسـرُ أجساداً وأفـئِـدَةً

      فـمـا أتـاحَ لـنـا يـومـاً مِـنَ الـيُـسـرِ 


فـمـا جَـنينـا من الدنيا سِـوى قَلَقٍ 

      كـأنَّـمــا لِـلـدُنــا شَـيءٌ مِـن الـوَتــرِ


يُـحيطُـنـا الموتُ لامَـنـجى لنا أبَـداً

      بِـهِ الـحـتـوفُ بِـلا صـوتٍ ولا ثَـغـرِ


لا أكـذِبَـنَّـكَ في حـالٍ وفـي رَهَـقٍ

   في قبضَةِ الموتِ مُذ جِئنا إلى الـقَـبـرِ


قد نَـألَفُ الحـزنَ ما فينـا بِـهِ خِـيَـرٌ

     في كلِّ يـومٍ لَـهُ جـرحٌ على الـصَـدرِ


يـخُطُّ مـا شـاءَ أَن يجتـاحَ أفـئـدَةً

    يُـملي صحائـفَ من سطرٍ إلى سَـطـرِ


لا يـنتَهي الكَربُ حتى يـقتَفي أثـراً

   هـل من سعيدٍ لكي يمحوهُ فـي غِـرِّ ؟


الـعُـمـرُ مـا ذاقَ شيـئـاً مـن حلاوَتِـهِ

     والروحُ كـابَـدَتِ الآهـاتِ من صُـغـرِ


تُصطادُ منَّـا الليالي قبلَ حُلكَتِـهـا

   يأتي لـنـا الصبحُ مخلوعاً من السَّحـرِ


فلم تُوَقَّ لـنـا الأنـفاسُ مُعتَرَكـاً

    فالروحُ في قَـلَـقٍ والقلبُ في صَـهـرِ


جِـيلٌ تَـربَّى على الآهاتِ مُـتَّـكِـئـاً

       وحـولَـهُ عيشةٌ تُـكَـسى مِنَ الـغَـدرِ


ولوعةٍ في صميمِ القلبِ قد هَتَنَت

   قد أشبَعَت صَفوَ روحي حُرقَـةَ الأَسـرِ


وشهقةٍ في بلوغِ الصدرِ قد يَبِسَت

      تَـعَـرَّتِ الـروحُ من أثـوبِـهـا الـطُّـهـرِ


فَـكُـلَّـمـا شَهِـقَـت روحٌ لِـزنـبَـقَـةٍ

  لم تَـشتَهِ الـنَّفسُ حتى شهقـةَ الـقَـسـرِ


كأنَّ حـالَ امـرِىءٍ أمسى يـقـولُ لـنـا

      دَعُـوا المصائبَ ما تَـلـقـى مِن الـمُـرِّ


أمُـدُّنـي أمـلاً حتى تخاطـبَـنـي

     روحٌ تـلـوكُ حـطـامَ اليأسِ والـهـجـرِ


مـهمـا اسـتَطـالَ بِـنـا نَـوحٌ وآسِـيَـةٌ

   فـنحنُ شُـمُّ الجـبـالِ الـصُّلَّـبِ الـوَعـرِ


قـد هَـوَّنَ اللهُ آهــــاتٍ ونـازِلَــةً

      لـولاهُ ما ذاقَ قلبٌ فَـرحَـةَ الـنَّـصـرِ


فَـنحنُ شعبٌ تَـرَبَّـى الحزنُ في يَدِهِ

 . فَـضَـعْ هُـنـا نـقـطَـةً في أوَّلِ الـسَّـطـرِ 


           ياسر محمد الناصر


تعليقات