**شغف يتجدد كالعنقاء**

شغف أقوى من الرعد

يمزّق أوتار الصمت 

والذكرى تنتحر على مشارف وعد

قد قطعناه حين كنا اثنين لا ثالث لنا

شغف بحجم الشوق 

يتدفق شلالا أعتى من لظى الجمر

يدق مسامير صدئة في سنين العمر 

فتنتفض الذكريات مذعورة 

تناشد صبابة القمر 

شغف بحجم قصائد الغرام 

تجاوز المجاز 

وسبل الإعجاز 

وبنى لنا خيمة وردية فوق الغمام

وقال:

إذا نظرت إلى الخلف تعثرت 

وإذا ضللت الطريق تبعثرت 

وإذا ثبتّ في المستنقع تبخّرت

شغف يناور بالكلام

في ساحة وغى مليئة بالألغام 

عليك أن تخوض المعركة الأخيرة 

وترسم خرائط العشق القديمة 

نتوءا في ناصية الشمس 

اليوم وغدا متجددان لا يشبهان الأمس

شغف كانتحار المساء 

يا للروعة 

قوس قزح يشق وجه السماء 

نصف يبتسم للغرباء

ونصف يترنح مع الندماء

والغينات البيض يبكين بكاء مرّا

حتى جفّت منابع الماء 

وفقدن المسافة بين أديم الأرض والسماء 

شغف ينهض في كل مرة كالعنقاء 

يدوي كالرعد في الخواء

ويلثم كالندى خدود الزهر في الخفاء

بقلم: عبد الستار الخديمي


/تونس

تعليقات