من أنت؟ 

من أنت يا قلب من تكون؟ 

لِمَ تستفزني على الدوام

لِمَ تحشرني في كل مكنون

ألم أخبئك في قفصي خوفا

من أنت ومن تكون يا مضغة

ألم يسخر لك كل شيئ لدي

لتعش ملكا بالخدم والحشم

فالعوسج المصفى ريحان لك

كل ما فيه تعب وارق تسيرني

ما بالك وقد أحسنت اليك دوام

لقد ترعرعنا سويا ورافقتني كلها

لِمَ تخون رفيقا وخليلا وحاميا

أنت مني وأنا منك يا قلب 

هل يعقل أني ورّثتك خيانة

أبدا ما هي من طباعنا ابدا

ولم نعقلها يوما ونتحاشاها

تدفعني دوما الى الارق 

الى قلة الراحة والبلبلة

ما عهدتك على الطبع الخائن

كل مرة ترميني الى أفواه الجحيم

ثم تهرب مني وتعود الى وكرك خفاقا

تؤلم وتنتفض وتتبجح بالألم والهذيان

فادفع ثمنه غاليا حرمان وسهاد وارق

الصبر يشتكيني لقد بالغت ثم تجاوزت

مؤشر أيوب ويعقوب ويوسف وابراهيم

لقد بلغ مني الضجر مبلغه وفاض التنور

حسبك ثم حسبك يا مضغة جوفاء 

أي نعم سأحطمك. سأقهر قرارتك

كنا أخوين تفرح فتبتسم لفرحك

جوارح وحواس ويقشعر البدن

تبكي فاواسيك وتحزن كلها لك

تماديت في استغلالي واستنزافي

لن أكون لك طوعا بعد اليوم ابدا

سأستشير عقلا وضميرا والانا 

ساغلق عليك باب المشورة

سأحرض حواسي وأألبها ضدك

لن تجد مكانا بعد اليوم بيننا

مالك يا عين ما أبكاك؟ 

لكزني القلب بذكرى منسية

فاشفقت لها وفاضت دمعا 

وقد انفرد الأذن بصوتها 

وتحركت ملامسها في اليد

فتململت الشفاه 

حسبكم حسبكم جميعا

انتم تنقلبون على ملككم 

أنتم تعضون يدا اطعمتكم 

ساغفل عن هذه شرط الاستمرار

واعود كما كنت ملكا عليكم دوما

ومستشاري المضغة والقلب وفؤاد

حمادي احمد  آل حمزة

الجزائر